درب رئيس مركز بوابة الشرق للأبحاث الاقتصادية ودراسات السوق المدرب المعتمد من منظمة العمل الدولية يحيى عبد محجوب مؤخرًا دورة التثقيف المالي نظمتها منظمة العمل الدولية (ILO) والاتحاد اللوثري العالمي. تم تصميم الدورة لتعزيز المفاهيم والآليات المالية المنتجة، وتعزيز الوعي الاقتصادي واتخاذ القرارات المستنيرة. تُسلط المشاركة الضوء على رغبة رئيس المركز في التعاون مع المنظمات العالمية مثل منظمة العمل الدولية والاتحاد اللوثري العالمي في التصدي للتحديات الاقتصادية الرئيسية والعمل نحو التنمية المستدامة.

وفي محاولة لتمكين وتعزيز النمو الاقتصادي داخل المجتمع، تم تنظيم دورة للتثقيف المالي في محافظة نينوى، وتحديدًا في مدينة الموصل. وكانت قاعة بغداد الموجودة في منطقة الزهور النابضة بالحياة هي مكان إقامة هذا الحدث المهم.

تشجيع الاستقلال المالي والمساواة بين الجنسين

ركزت الدورة في المقام الأول على سكان محافظة نينوى ومدينة الموصل. لقد اعتمدنا منهجية تؤكد على تمكين النساء، والاعتراف بدورهن الأساسي والمتنوع في المجتمع. علاوة على ذلك، أولى البرنامج اهتمامًا خاصًا للجيل الأصغر ورياديي الأعمال، اللاعبين الأساسيين في الاقتصاد المحلي.

شارك في التدريب 6 رائدات أعمال، وهو ما يشير إلى التزامنا بالمساواة بين الجنسين في الوصول إلى الموارد المالية وإدارتها. بالنظر إلى الواقع الحالي للفجوة بين الجنسين، فقد شملت دورتنا متخصصين في المال وأساليب اجتماعية اقتصادية تعزز إعادة التفاوض بشأن العلاقات بين الجنسين وتشجع على دعم النساء وتمكينهن.

معالجة فجوة الوعي المالي

الاستبعاد المالي وعدم فهم قضايا المال لا يزالان مشكلتين عالميتين. وهذه الفجوة أكثر حدة في مناطق مثل محافظة نينوى ومدينة الموصل، حيث شهد السكان تأثيرات العمليات الإرهابية والعسكرية أو عادوا من النزوح. تواجه هؤلاء المجتمعات صعوبات في وضع الموازنات والتخطيط للدخل والنفقات، واستخدام خدمات القروض والتأمين التي تقدمها المؤسسات المالية.

يلعب التثقيف المالي دورًا حاسمًا في التخفيف من هذه القضايا. إنه يعرف الأفراد على العالم المالي ويزودهم بالأدوات اللازمة لإدارة مواردهم بحكمة. تهدف مواد التدريب على التثقيف المالي إلى مساعدة المنظمات التي تدعم اللاجئين، والنازحين، والمجتمعات المضيفة، والشباب، وتعليمهم أساسيات التمويل الشخصي والعائلي.

تغطي الدورة الموضوعات المهمة الآتية:

• تحديد الأهداف المالية
• التواصل الاجتماعي الفعال- فهم الأدوات المالية مثل التوفير، القروض، الدفعات، المحافظ الرقمية، التأمين
• التفاوض مع المؤسسات المالية
• التحويلات المالية وإدارة المخاطر

سد الفجوة: الشمول والتكيف

هدف التدريب أيضًا إلى معالجة الاختلافات في مستويات التعليم والقدرات بين الرجال والنساء، وبين الأجيال الأكبر سنًا والأصغر سنًا، التي تؤثر غالبًا على اتخاذ القرارات المالية في المجتمعات المحرومة. صُمم البرنامج لمواجهة جميع التحديات والفرص التي يواجهها اللاجئون، والأفراد النازحين، ومجتمعاتهم المضيفة إذ أن عمر البرنامج يتجاوز المائة عام ونفذ في أكثر من أربعين بلداً حول العالم بجهود حثيثة من منظمة العمل الدولية.

أقيم التدريب من 11 إلى 15 سبتمبر 2022، وحضره مجموعة متنوعة من المستفيدين من مدينة الموصل والأقضية المختلفة. كان المشاركون يتألفون من الشباب، والنساء، والعمال. مجموع المستفيدين من البرنامج 22 فردًا، وان ازدياد الطلب على المشاركة يبرز القدرة الهائلة لمثل هذه المبادرات على تحقيق الشمول المالي لابناء محافظة نينوى واستافادتهم من الخدمات المالية التي تقدمها المؤسسات المالية التعددة.

في الختام، هذا التدريب المالي أكثر من مجرد دورة بسيطة. إنه ركيزة أساسية في تعزيز الاستقلال المالي وصولا الى الراحة المالية، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين سكان محافظة نينوى ومدينة الموصل بالمعرفة اللازمة في إدارة حياتهم المالية.

هدفنا هو الاستمرار في تقديم مثل هذه الفرص والمساهمة في تطوير وازدهار هذه المجتمعات في السنوات القادمة.