التعليم والاستثمار في العراق
إن التعليم والاستثمار يمثلا الركنين الأساسيين للتنمية الاقتصادية، ومن خلال تتبع مسار هذين المؤشرين في العراق، يتضح حجم الفرص الضائعة التي شهدها البلد منذ بداية عقد الثمانينات في القرن الماضي وعلى مدار أربعة عقود، شهد البلد خلالها حروبا خارجية وداخلية أدت لاستنزاف موارده المادية والبشرية، فبدل أن يستمر في مساره التصاعدي في مؤشري التعليم والاستثمار الذي تفوق فيها على صعيد إقليمي وعالمي، انحدر إلى مستويات متدنية للغاية على صعيد عالمي وإقليمي وباتت الفجوة التنموية بينه وبين البلدان النامية وبلدان العالم كبيرة للغاية، لقد خسر جيل كامل ثمار التنمية التي كان يفترض أن تنقله إلى مستويات عالية من الإنتاجية والتقدم العلمي، لكنه اليوم يعيش في ادنى مراتب التقدم المعرفي والاقتصادي، بل يعد اقل تقدما وأقل تعلما من الجيل الذي سبقه وهذا يخالف تماما النظريات الاقتصادية للنمو الاقتصادي.